Saturday, October 18, 2025
872) الحكومة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا
871) هل ما زال من حقي أن أحب؟
في دهاليز الروح، حيث تتراكم شظايا
التجارب الغابرة، يرتجف سؤالٌ كخيط دخانٍ بارد يُلقي هذا السؤال بظلاله الداكنة
على قلبٍ أنهكته الحروب العاطفية، قلبٌ صار أشبه بمتحفٍ للذكريات، كل زاوية فيه
تروي قصة خذلان، أو حُلمٍ لم يكتمل. يظن هذا القلب المسافر أن قطاره قد غادر، وأن
شواطئ المودة صارت بعيدة، وأن العمر قد أقام سداً منيعاً بينه وبين ربيع الشعور.
يُصبح الحب في هذه المرحلة ترفاً، أو حتى خطيئة، يخشى صاحبه أن يرتكبها مجدداً..
علينا أن ندرك أن جروح الماضي ليست
نهاية الرواية، بل هي أوسمة صمود، تزيد القلب بصيرة، وتجعل العاطفة القادمة أكثر
رهافة ونضجاً. إن من يفتح قلبه بعد كل هذه المسافة هو أكثر الناس استحقاقاً للنور؛
لأنه تجاوز الوهم الأكبر: وهم أن الحب يطلب الكمال.
الحب الحقيقي لا يبحث عن سجلٍ خالٍ
من الأخطاء، بل يبحث عن روح صادقة متعبة تتوق إلى السكينة. إن استرداد هذا الحق يبدأ بإبرام
هدنة مع الذات، بعقد صلح مع الصورة المكسورة في المرآة. أن تقول لنفسك بصدق:
"أنا أستحق دفئاً، أستحق يداً حانية لا تخشى اهتزازات روحي".
فطالما أن في أوردتنا دم يجري، وفي
صدورنا بقية من حنين، فـ لا يمكن لقوة في هذا الكون أن تصادر حقنا في أن نحب
ونُحَب. الحب هو الإيمان الدائم بأن أعذب الألحان تُعزف دائماً على أوتار
القلوب المتروكة. فلنترك التساؤل خلفنا، ولنفتح نوافذ الروح للنسيم الآتي، فالحياة
تستأنف عزفها، وكل يوم جديد هو فرصة لغرام لم يُولد بعد.